توصيات مؤتمر التعليم الرقمي 2018

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى ” إنما يخشى الله من عباده العلماء ”

ويقول رسوله الكريم     ” العلماء ورثة الانبياء “

ويقول الشاعر :

 بالعلم والمال يبنى الناس مُلكهم             لم يبنى مُلك على جهل وإقلال

ومن هنا ومن رحاب جامعة القاهرة ” معقل العلم والعلماء “

نبدأ هذا المؤتمر العلمى الدولى الأول للتعليم الرقمى .

تحيا مصر ، ويحيى الوطن العربى كله منارةً للعلم وراعياً للعلماء ومرحباً بكم جميعاً فى هذه الرحاب الطيبة

من قاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة وفعاليات المؤتمر العلمى الدولى الأول للتعليم الرقمى بعنوان (التعليم الرقمى فى الوطن العربى – تحديات الحاضر ورؤى المستقبل) للمؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب ، وترحيب خاص لمن إهتم وحرص على الحضور من كافة الدول الشقيقة وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والذى حرص على الحضور منها سعادة الدكتور / خالد النامي “الملحق الثقافى بالسفارة السعودية بالقاهرة” .

 إن التعليم الرقمى learning أو التعليم الالكترونى لهو درب من دروب العلم وهو مصطلح حديث يقصد به ذلك التعليم الذى ينتقل الكترونياً – جزئياً أو كلياً عن طريق متصفح الويب من خلال الانترنت أو الوسائط المتعددة بشكل يتيح للمتعلم إمكانية التفاعل النشط مع المحتوى ومع المعلم ، سواء كان ذلك بصورة متزامنة أو غير متزامنة ، وإتمام ذلك التعلم فى الوقت والمكان وبالسرعة التى تناسب ظروفه وقدراته ، فضلاً عن إمكانية إدارة هذا التعلم عن طريق تلك الوسائط وابسط مثال لهذا النوع من التعلم ما حدث مع محمد صلى الله عليه وسلم فى رحلة الاسراء والمعراج عندما سأله قومه أن يصف لهم بيت المقدس الذى يدعى زيارته فيصدقوه ، وهنا كان أول ضوء للتعليم الرقمى إذ جعل الله صورة بيت المقدس تمر أمام عينى نبيه الكريم وهو يصفه لهم ، وهذا ما تطور فى عصرنا الحديث وبعد ما يزيد عن 1400 سنة إلى  ما يسمى بالتعليم الرقمى أو الإلكترونى بالكمبيوتر والوسائط المتعددة ، فسبحانك اللهم خير معلم ، علمت بالقلم القرون الأولى.

  • ومع أولى كلمات هذا المؤتمر تحدث العالم الجليل والأستاذ الفاضل أ.د / عبدالوهاب جودة الحايس أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر والذى لم يألو جهداً من أجل إقامة هذا المؤتمر .
  • ما أجمل الاستماع الى العلماء وما أجمل ما قاله فيهم رسولنا الكريم : أنهم ورثة الانبياء وأنهم لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم ، فما أوفر حظهم بهذا الإرث ، تحدثت أ.د/ إيمان سويلم ، مدير وحدة التعليم الالكترونى بجامعة القاهرة والتى بذلت كل ما تملك من جهود وقدرات وإمكانيات والتى ظهرت بصماتها فى رقمنة المناهج فى جميع برامج جامعة القاهرة .
  • حقاً أن العلم نور والمعلم هو حامل هذا النور

قم للمعلم وفه التبجيلا              كاد المعلم أن يكون رسولا

أرأيت أشرف أو أجل من الذى       يبنى وينشئ أنفساً وعقولا

وكلمة العالم الجليل والمعلم الفاضل أ.د/ محمود عبدالعاطى ، مدير مشروع ” معامل التأثير العربى ” ذلك المشروع الذى يساعد على تقييم الدوريات العربية لنفسها للوصول الى التصنيف الدولى .

  • بلاد العرب أوطانى                          وكل العرب إخوانى

إن دولة الجزائر الشقيق من ابرز الدول العربية مشاركة فى هذا المؤتمر ، وليس ذلك بالغريب فهى الدولة العريقة ” بلد المليون شهيد ” بلد العلم والعلماء، وقد تحدث نيابة عن علماء الجزائر المشاركين فى المؤتمر  أ.د/عبدالرازق الدليمى من العراق.

  • ” وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “. إن العمل هو المبدأ الذى يتخذه جميع العلماء منهجــــاً لحياتهم ، وكلمة للدكتور / فكرى لطيف متولى رئيس مجلس أمناء المؤسسة ومقرر المؤتمر الذى جاهد بكل عزم وقوة وإصرار من أجل استكمال مسيرته العلمية وجاهد وثابر لتأسيس المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب ، ثم جاهد واجتهد مضحيا بفكره ووقته بمساندة واضحة من اسرته من اجل اقامة هذا المؤتمر  .
  • الشكر والعرفان :

يقول تعالى  ” ولأن شكرتم لأزيدنكم ” صدق الله العظيم ، وأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله … ومن باب ” لا تنسوا الفضل بينكم “

يتقدم المؤتمر بالشكر والعرفان لأصحاب الفضل والبصمات الواضحة والأيادى البيضاء ذات الجهود الصادقة فى إتمام هذا المؤتمر والعمل على نجاحه كأول مؤتمر دولى للتعليم الرقمى بالوطن العربى ومن هؤلاء العلماء رموز هذا المؤتمر :

1- الاستاذة الدكتورة ” صاحبة الهمة العالية ” وصاحبة فكرة هذا المؤتمر، وأستاذة علم الاجتماع بجامعة محمد خيضر بسكرة بالجزائر الشقيق أ.د/ عبيده صبطي ، على كل ما بذلته من جهود واضحة وبصمات ناصعة فى خدمة هذا المؤتمر.

2- ان لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس فى الارض وهؤلاء هم فضل الناس ، ونظن من هؤلاء تلك المثابرة الدؤوب الدكتورة/ هند الحسينى الجندى المجهول لهذا المؤتمر التى قامت بتذليل جميع الصعاب وإزالة كافة العقبات التى كانت قد تحول دون إقامة هذا المؤتمر .

3- فضل منك ان تكون مكُرماً لضيفك ، وفضل الفضل ان يكُرم الضيف مضيفوه ” وهذا ما قام به وفد العلماء الأجلاء من دولة الفضل والشهداء دولة الجزائر الأبيه عرفاناً منهم لكل من أتاح لهم الفرصة ويسر لهم الطريق لإظهار أعمالهم بهذا المؤتمر من القائمين عليه وهم :

  1. أ.د/ عبدالوهاب الحايس                    رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر
  2. أ.د/ إيمان سويلم                                مدير وحدة التعليم الإلكترونى
  3. أ.د/ محمود عبدالعاطى                      مدير مشروع معامل التأثير العربى
  4. أ.د/ عبيدة صبطي                                  وكيل المؤسسة لشؤون الآداب
  5. د/فكرى لطيف متولى                         رئيس مجلس الأمناء ومقرر المؤتمر

لاشك أن النظرية والتطبيق هما وجهان لعملة واحدة ، وأن التجربة هى أصدق دروب العلم ، وعن رحم التجربة يخرج العلم الصادق وعن العلم الصادق نستطيع إجراء المزيد من التجارب وقديماً قالوا  : اسأل مجرب ولا تسأل طبيب ، وحرصاً من المؤتمر على أن تكون عملته ذات وجهين ، تم عرض عدد من التجارب العلمية التى توضح بما لا يدع مجالاً للشك الأهمية الكبيرة للتعليم الإلكترونى الرقمى.

 التجربة الأولى :

عن بلد الحرمين الشريفين واولى القبلتين من المملكة العربية السعودية تلك الأخت البارة بجميع إخوانها العرب ، تقدم أولى التجارب والتى بعنوان  مدرسة الملك سلمان الافتراضية للتعليم بمنهجية إلكترونية وآلية تقويم إلكترونية تحقيقاً للتحول الرقمى  فى المملكة العربية السعودية عرضت العالمة د/ فاطمة محمد آل فروان – صاحبة المشروع الأول من نوعه فى الوطن العربى وهو مشروع ” توظيف المنصات الإلكترونية لمدارس التعليم العام  .

التجربة الثانية :

ومن أحب بلاد الله إلى قلب رسول الله إلى مصر الكنانة التى أوصى الرسول الكريم بأهلها خيراً ، مصر الحضارة – مصر العلم والعلماء – مصر الأزهر القلب النابض للأمة العربية – الدولة المضيفة لهذا المؤتمر وأولى التجارب لخدمة أبنائنا من ذوى الاعاقة وهى التجربة الأولى من نوعها فى مصر والوطن العربى وهى بعنوان ” التكنولوجيا الحسية ودورها الفعال فى تنمية مهارات الاشخاص ذوى الاعاقة ” عرضها السيد الاستاذ الفاضل / ميلاد بشته عبدالشهيد . وهكذا نجد أن المؤتمر بما يذخر من تجارب قد إستمع وأنصت إلى نداء ذوي الاعاقة.

التجربة الثالثة :

ومع ثاني التجارب المصرية الملبية لصرخة المعاق والتي بعنوان “تطبيق ليفوكس مع ذوي الاعاقة” وقد عرضها  د/ السيد صبحي النحراوي  الوكيل الحصري لتطبيق ليفوكس في مصر.

التجربة الرابعة :

ومع أخر التجارب المصرية فى هذا المؤتمر وهى بعنوان : إكتشاف التكنولوجيا التعليمية والمهنية البحثية” للاستاذ الفاضل / أحمد الكيلانى المؤسس والمدير التنفيذي لأكاديمية الابتكار للواقع الافتراضي

التجربة الخامسة :

بغداد :

   مدُي يداك وإملأى أكوابى                       وأنسى العتاب فقد نسيت عتابى

   عيناك يابغداد منذ طفولتى                          نائمتــــــــــــــــــان فى أهــــــــــــــدابى

والعراق – عن الرافدين ( دجلة والفرات ) وحدائق بابل المعلقة – أرض الخلافة الاسلامية ، وأولى تجاربها وهى بعنوان : ” التعليم الإلكترونى فى كلية الاعلام مادة حملات العلاقات العامة ” وتعرضها الدكتورة/ ريا قحطان الحمداني .

 التجربة السادسة :

مع مسك الختام لتجارب المؤتمر وأخر تجارب العراق الشقيق وهى بعنوان ” أثر الاعلام الرقمى فى تشكيل وعى الطفل ” وقام بعرضها السيد الفاضل م.م/ جارث محمد طارق .

ليس الخلائق كلهم أكفاء                                         لا يستوى الجهال والعلماء

لا يســــــــــــــتوى نبع ترقرق ماؤه                                       يروي الأنام وصخرة صماء

دوما يموت الجاهلون بجهلهم                                 والعـــــالمون بعلمهم أحيـــــــــــــــــــــــاء

فالعالمون العاملـــــــــون بعلمهم                              باقون ما بقيت هناك سماء

فاللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا  . واهدنا بفضلك سبل الرشاد

تم استعراض 133 مشاركة من 14 دولة على مدار يومين بواقع ثلاث جلسات متوازية ، وأربع جلسات في اليوم الثاني ، وقد خرجت مناقشة الجلسات بالتوصيات الآتية :

توصيات المؤتمر :

  • ضرورة التفكير فى انشاء ارضية الكترونية عربية تجمع بين الجامعات العربية سواء كانت بصفة ثنائية او جماعية.
  • تأسيس لجنة عربية مشتركة من استاذة متخصصين فى البرمجيات والمقررات الالكترونية من اجل اعداد دورات تدريبيه فى هذا المجال تختصها مصر او اى دولة عربية اخرى لتحفيز الاستاذة على اعداد المقررات الالكترونية ولو كان فى ماده واحدة من المقررات .
  • التفكير فى انشاء مسافات تعليمية مشتركة بين الدول العربية فى مجال التعليم الالكترونى مع تشجيع اللغة العربية منها الية التنفيذ.
  • تثمين التجربة الجزائرية فى مجال صناعة المحتوى الرقمى المنتهجه من طرق المركز الوطنى للبحث فى الاعلام العلمى والفنى.
  • العمل على اصدار منشور خاص (كتيب) بمثابة موسوعة متخصصة تضم مختلف المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالرقمنة وتطبيقاتها المختلفة سيما فى مجال التعليم .
  • توجية الاهتمام نحو اهمية التدريب على استخدام تطبيقات القياس والتقويم الالكترونى العمل على تطوير تطبيقات او برمجيات متطورة تتوافق وعملية التقويم والقياس التربوى فى المؤسسات التعليم المختلفة.
  • العمل على نشر ثقافة القياس والتقويم الالكترونى فى الجامعة الحكومية وغير حكومية من اجل ترشيد الاستهلاك وتوفير الوقت وضمان حقوق الطلاب.
  • تكوين مراكز متخصصة فى تدريب الكوادر البشرية من المتخصصين وأعضاء هيئه التدريس على سبيل استخدام التطبيقات الرقمية فى المجال التعليم .
  • توجيه النظر للوزارات المعنية والإدارات التعليمية نحو ضرورة توفير برامج التعليم الالكترونى مثل نظام model و webcity كنظم الالكترونى للتعليم فى المؤسسات التعليمية وتدريب اعضاء هيئة التدريس على كيفية استخدامها فى العملية التعليمية.
  • اعداد وتدريب اعضاء هيئة التدريس على طرق ومهارات اعداد المحتوى الالكترونى وفق الضوابط والشروط التربوية لما يضمن جودة التعليم .
  • نشر ثقافة الجامعات الافتراضية الالكترونية لدى الجمهور.
  • تدريب الباحثين خاصة الشباب منهم على كيفية استخدام قواعد البيانات العالمية والاستفادة من المحتوى العلمى الرقمى المتاح فى انتاج المعرفة العلمية وتجويد البحث العلمى.
  • تشكيل شبكة علمية عربية تضم مجموعات من الباحثين العرب لهدف التعاون والمشاركة فى مجال البحث العلمى وما يرتبط به من اجتماعات وسيمنارات علمية وورش عمل وندوات ومؤتمرات علمية لهدف اثراء المعرفة العلمية والوطن العربى وتطوير طرق البحث العلمى واستثماره فى معالجة المشكلات والقضايا الاجتماعية العربية وتحديدها مستثمرين فى ذلك الفضاء الرقمى وتطبيقات الرقمية بشكل عام .
  • ربط جهود المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب بالمؤسسات البحثية العربية المختلفة الحكومية منها و الاهلية يهدف التعاون والتنسيق للجهود العربية فى مجال البحث العلمى وتلافى التكرار والتدخل والتناقض بهدف تحقيق تراكم علمى عربى فى مجالات المعرفة المختلفة يستطيع المجتمع العربى ان يسهم بها فى مجال المعرفة العالمية .
  • الدعوة الى تأسيس برنامج علمى تختصص يبنى فى مجال التعليم الرقمى تجمع بين التخصصات المختلفة.
  • ادماج مقرر التعليم الرقمى (كمتطلب جامعة) يفرض على جميع التخصصات العملية فى برامج الماجستير والدكتوراه بهدف اكتساب طلبة الدراسات العليا مهارات التعامل مع الرقمية والاستفادة من تطبيقاتها فى مجال التدريس والبحث العلمى.

                     ومن هذا المنطلق تشرع المؤسسة العربية للتربية والعلوم والآداب في إنشاء جامعة تعتمد على التعليم الرقمي بشكل موسع في برامجها تحت إشراف وزارة التعليم العالي المصرية وبشراكة مع الجامعات العالمية المعترف بها دولياً تحت اسم :

جامعة علوم المستقبل

    

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.