السينما المغاربية .. كتاب جديد للدكتورة نفسية نايلي

تعتبر السينما نتيجة مرحلة معينة من التطور الاجتماعي والثقافي في تاريخ الإنسان وباعتبار أنّها فن فهي تعبر عن وعي اجتماعي حيث تعكس وجوده،  إذن هي صورة عن المجتمع.

وللسينما تأثير كبير على الرأي العام كما تتأثر به،  فهي تنشر الوعي الثقافي والاجتماعي كما تستوحي قصصها ورواياتها من واقع المجتمع وتراعي الذوق العام لدى الجماهير، لذلك فإنّ الفن السابع يساهم بدرجة كبيرة في صناعة الرأي العام أكثر من الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة وهذا راجع إلى كونها تصور حياة الأشخاص بصفة واقعية في الكثير من الأحيان، كما توجه انتاجاتها إلى مختلف شرائح المجتمع باختلاف فرقاتهم الفردية ومعارفهم الإدراكية، فهي تحاول ترسيخ صورة معينة حول الموضوع الذي تعالجه بطريقة أو بأخرى عن طريق تغيير فكرة معينة أو إعادة بنائها بشكل ايجابي فهي بالإضافة للتسلية والترفيه،  تنشر أفكارا وتصنع رسائل إعلامية هادفة.

  و لم تعد السينما ذلك العالم المتحرك المليء بالصور والأحداث وإنّما هي حقل واسع من الرسائل الضمنية التي تتمثل في الاتصال غير اللّفضي من إشارات وإيحاءات وإيماءات ويظهر هذا من خلال الدراسات المختلفة للنقاد والباحثين في مجال الفن السابع الذين أصبحوا لا يكتفون بوصف الإبداعات السينمائية وصفا ظاهريا وإنّما تعدّوا ذلك إلى تشريح وتحليل ما أصبح يسمى باللّغة السينمائية المتمثلة بالدرجة الأولى في مختلف الرموز و الدلائل التي يوظفها المنتجون السينمائيون في أعمالهم، سواء كان ذلك من خلال الحوار والمؤثرات الصوتية أو من خلال الصوّر التي تصنع اللّقطات والمشاهد، فقد أصبحت السينما بذلك تنشر أفكارا متنوعة تتماشى مع طبيعة الأحداث التي أصبح يشهدها المجتمع في مختلف الميادين سواء كانت سياسية، اقتصادية أو اجتماعية  وغير ذلك من الأحداث، محاولة بذلك توعية جماهيرها من خلال إعطاء صورة معينة عن تلك الأحداث ونشر إيديولوجية معينة أو الدفاع عنها.

http://aiesa.org/wp-content/uploads/2019/01/السينما-المغاربية.pdf

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.