كتاب جديد للدكتورة مها عبدالحليم .. القلق والاكتئاب لمصابات السرطان

   

        

منذ الازل كان المرض وما يزال هاجساً يؤرق الانسان ومصدراً لعذابه النفسي ومدخلاً لتدني روحه المعنوية، اذ انه نزير الفناء ودلالة العجز ومظهر النقص، لان الداء حين يأتي لا يكتفي بالأجزاء والاعضاء الجسمية فحسب ولكنه يتوغل بعيداً في اعماق النفس، فيسلبه الارادة ويلون الوجود بلون قاتم، ويتعهد الهواجس والمخاوف بالناس، فالإنسان عادة يسلك في بيئته كوحدة نفسية جسمية متكاملة في توازن واتفاق تام، كانسان كامل، فاذا ما اضطربت هذه الوحدة واختل هذا التوزان انحراف الانسان في سواه النفسي. وهنا تظهر المشكلات وتتفاقم ولعل اول مشكلة هي عدم الاستقرار النفسي والاسري والتوتر الذي يسود كل افراد الاسرة وليس المريض فحسب. يشكل مرض السرطان معضلة في تاريخ الطب المعاصر ومصدراً مثيراً للرعب والفزع في الآونة الاخيرة، وذلك يعود الي انه الداء الذي ينهش جسم الانسان ويضعف قواه ويعجل بوفاته، فهو يأتي في الدرجة الثانية في قائمة مسببات الوفاة.

        ويمثل السرطان حالياً اداة الموت لعشرة بالمائة من الوفيات في كل العالم، وفي الدول المتقدمة يحتل السرطان المرتبة الثانية في أسباب الموت الرئيسية ورغم ان تواتره يزداد بين كبار السن الا انه يهاجم كل الاعمار. ومع انه يعتبر من مشاكل البلدان المتقدمة عادة الا ان الاحصاءات تفيد ان اغلبية حالاته مسجلة بالدول النامية التي يمثل سكانها ثلاثة ارباع سكان المعمورة. كما تبين الاستقصاءات الوبائية ان كثيراً من الاورام مثل سرطان عنق الرحم توجد علي نحو اكبر في البلدان النامية، وعندما يتخطى الفرد السنوات الخمس الاولي من طفولته يصبح السرطان واحداً من اهم ثلاثة اسباب للوفاة في البلدان النامية والمتقدمة علي السواء، (كما جاء في التقرير السادس عن الحالة الصحية في العالم منظمة الصحة العالمية 1980م)

اترك تعليقاً

لن ينشر بريدك الإلكتروني.