تعدّ المسئولية الاجتماعية واحدةً من أهم دعائم الحياة المجتمعية، فهي سبيل التقدم الفردي والرقي الاجتماعي، بل إن القيمة الحقيقية للفرد في مجتمعه تقاس بمدى تحمله المسئولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين، فالمسئولية الاجتماعية من المبادئ التي اتفقت عليها جميع الشرائع السماوية، والأنظمة والقوانين الوضعية، وهي من القيم الاجتماعية التي حث عليها التربويون وعلماء الدين والنفس والاجتماع، وأقرتها الشريعة الإسلامية وسائر المجتمعات البشرية على اختلافها لأهميتها في صلاح الفرد والمجتمع. لذلك فإن الإيمان بأهمية ممارستها من ضرورات بقاء واستمرار وتوازن المجتمعات الإنسانية. وتتفاوت درجة التزام الأفراد بها من فرد لآخر ومن مجتمع لآخر، ويظل الضمير الذاتي للأفراد هو الرقيب على سلوكياتهم وأفعالهم لحفظ المصلحة العامة وفقًا لظروف المجتمع العادية بشكل عام، وفي ظروف التحولات والتغيرات السريعة – كما هو الحال في المجتمعات العربية – بشكل خاص.
