لا تقف الفائدة الرائعة لهذا الكتاب على قيمته العلمية فقط بل تمتد الى قيم اخرى لعل اولها القيمة الاجتماعية له التي جمعت هذه النخبة الرائعة المكونة من أربعة واربعون عالما من العلماء العرب من شتى اقطاره في فريق متعاون ومتكامل يضرب افضل المثل فيما يمكن ان يكون عليه عالمنا العربي اذا تواصل وتوحد وتم استغلال قدرات وامكانيات علمائه، اما القيمة الثانية فهي قيمة التعاون والتكامل بين العديد من التخصصات المختلفة من تكنولوجيا التعليم والتربية وعلم النفس والمناهج وطرق التدريس وغيرها من التخصصات، وهو ما جعل هذا الكتاب يغطي العديد من المجالات التي تهم القارئ العربي وتجيب على تساؤلاته في هذا السياق، وتم هذا الجهد تحت مظلة المؤسسة العربية للعلوم والآداب والتربية.
يقع الكتاب في إحدى عشر فصلا تقدم تعريفا ووصفا جيدا للتعليم عن بعد وتطبيقاته في مجالات عدة للعاديين وذوى الاحتياجات الخاصة وعبر مراحل الحياة وفي المستويات التعليمية المختلفة بدءًا من المدرسة حتى الجامعة على مستوى مرحلة الليسانس والبكالوريوس ومرحلة الدراسات العليا، كما يستعرض الكتاب مميزات التعليم عن بعد من حيث اقتصادياته ومقومات نجاحه والتحديات التي تواجهه، ثم يستعرض في فصل خاص بعض التجارب العربية في التعليم عن بعد، والحاجات النفسية والاجتماعية للطالب والمعلم في التعليم عن بعد، كما يقدم الكتاب اهم المقترحات العملية التي من شأنها تجويد التعليم عن بعد في ظل الأزمات والاحداث الضاغطة، وكيفية إدارتها. ومن ثم يغطي الكتاب عدد كبير من المحاور والمجالات المهمة التي تعمق الفهم والمعرفة بهذا النظام التعليمي الذى يعد الدعامة الاساسية للتعليم في المستقبل القريب.